الكثير من اصحاب المشاريع الناشئة من الشباب الطامح في تحقيق أرباح سريعة من انشاء مشروع صغير لايزال يواجه بعض العقبات في طريق تحقيق ذلك المشروع يود لو ينصت لها باهتمام، أحد تلك العقبات اذا اعتمدت الطريقة التقليدية للتفكير، فستجد أن بداية أي مشروع تبدأ في تبنيه تكمن في البحث عن الفجوة المخفية في السوق بأن تسأل نفسك كصاحب مشروع صغير ” ترى ما الفجوة الرئيسية التي يحتاج الناس لملئها؟ وكيف يمكنني سد تلك الفجوة؟”- والفجوة هي تلك الحاجات الرئيسية التى لم تلبى بعد لشريحة معينة من السوق- وغالبا ما تظهر اجابة هذا السؤال في شكل التوجه لبناء مشروع يلبي تلك الاحتياجات بعينها، عن طريق البحث عن الموارد التي يتطلبها سد تلك الاحتياجات، وتقديم دراسة الجدوى لمشروعك
الناشيء لعرضها على الجهة الممولة للمشروع،. فاذا كان ممولك مرحبا بفكرة مشروعك ويتوقع لها نجاحا مستقبليا باهرا فانه بالطبع ليوافق على تمويله. ولكن ماذا اذا تم رفضها؟ في تلك اللحظة بالضبط تقف عالقا بين رغبتك الملحة في انشاء ذلك المشروع، وبين عجزك كليا عن تحمل تكاليفه حينها، أول شيء يجب أن تفكر فيه هو البحث عن البديل!
فبدلا من سؤالك لنفسك عن ماهية تلك الفجوة، اسأل نفسك عن الموارد المتاحة بالفعل بين يديك، والعلاقات الموجودة في حياتك والتي من شأنها تغيير مسار المشروع الى اتجاه مختلف تماما. باستخدام كلا من الموارد والعلاقات المتاحين لديك في الوقت الراهن، سيكون أمامك أكثر من فرصة لتجربة تأثيرهما على السوق قبل المخاطرة والبدء فعليا بتبني المشروع، وبمجرد عثورك على الاستخدام الأمثل لهما في سبيل خدمة مشروعك ،حينها يمكنك اتخاذ أول خطوة حقيقية في تصميم خطة مشروعك الجديد.
دعنى أقربها لك اكثر من خلال هذا المثال البسيط: اذا كنت تنوي القيام بحفل عشاء ليلة الخميس تدعوا اليه أصدقاءك وجيرانك، فربما ستبدأ بالتفكير عمن يمكنه الحضور بالضبط، ثم نوعية
الطعام المفضل لكل منهم.
بعد جمع و تدوين كل المعلومات التي تحتاجها، ستتوجه للبقالة لشراء متطلبات العشاء التي يفضلها كل شخص من الحاضرين بأنواعها، وأخيرا تعود للمنزل آملا في تحضير ألذ وجبة عشاء على الاطلاق! هذا بالضبط هو الخيار التقليدي البديهي، والأقرب للتنفيذ بينما يتمثل الخيار البديل ببساطة، في أن تستيقظ صباح يوم الخميس فتفتح ثلاجتك وتلقي نظرة على ما تملكه بداخلها ثم تقرر أن تصنع من تلك الموارد المتاحة أمامك وجبة عشاء لذيذة يصبح الجميع راضيا كل الرضى بعدها.
فيما يلي بعض المبادئ والنصائح التي ستتيح لك فرصة أفضل لبدء مشروع ناجح برأس مال صغير أو تقريبا بدون رأس مال.
اجعل أول خطوة تتخذها في البدء بمشروعك الجديد، النظر الى الموارد المتاحة بين يديك والتفكير
مليا في كيفية استغلالها على أحسن وجه، على سبيل المثال لا الحصر:
-مهاراتك:
ما الذي في وسعك أن تقدمه؟
-الخبرة:
هل سبق أن خضت في تجربة مثل هذه من قبل؟ وكيف تصرفت؟
-المعرفة :
ما مقدار معرفتك والمامك بكيفيات التصرف في وضع مماثل هذا؟
-الموارد المادية :
ما الذي تمتلكه اليوم ؟ وما الذي يمكنك الحصول عليه؟
احرص على الحصول على إجابات واقعية لتلك الأسئلة ، بحيث تصبح قابلة للتحقيق
والتنفيذ فيما بعد ، تجاوز كل ما يتبادر إلى ذهنك للوهلة الأولى على الفور الى
ماهو أعمق أكثر عند التفكير فيما تمتلك ويقع تحت تصرفك فيصبح بامكانك استغلاله في
خطة مشروعك الجديد. وننصحك في تلك الخطوة بتدوين الأسألة والأجوبة ليتسنى لك رؤية أفكارك بشكل
أوضح على الورق.
قم بتقييم العلاقات التي تربطك بالآخرين ، وتخيل كيف يمكن لشبكة اتصالاتك أن تمكّنك من استخدام ما تمتلك من موارد بشكل أكثر فعالية.
هناك فرق كبير بين أن تقول لنفسك:”سأستثمر هذا المبلغ وأتوقع منه عائدا بنسبة 20%” وبين أن تقول:”يمكنني تحمل خسارة هذا المبلغ، لذا سأضعه في المشروع وأرى كيف
سيعود علي في النهاية”
إذا كنت قد وضعت فقط ما يمكنك تحمل خسارته ، فإنك بذلك تحافظ على المرونة في عملك وتساهم في تقليل التوتر في إدارته. أما إذا كنت على استعداد للاستثمار فقط عندما تتوقع أنه يمكنك الحصول على عائد معين ،فهناك احتمال سلبي كبير ألا تتمكن من البدء فعليا في تحقيق أرباح من المشروع الذي لطالما حلمت بتحقيقه.
– منظم فعاليات:
أن تصمم مشروع خاص بتنظيم الفعاليات لهو أمر مربح جدا هذه الأيام ، ربما تحتاج فقط الى استئجار مكان مناسب للفعاليات التي ستقدم فيه مستقبلا، هذا المكان بامكانه أن يكون موقع مناسب لجلسات التصوير،أو القاء الندوات، أو مساحة كافية للعمل الجماعي وتنظيم اجتماعات العمل، ستحتاج كذلك الى استراتيجية تسويقية جيدة كالاعلانات بمختلف انواعها من اجل اخطار أكبر عدد من الناس بموقعك الجديد.
– التعليم والاستشارات :
اذا كانت لك خبرة سابقة في أي مجال كان، فانها فرصة هائلة لتقديم خبرتك تلك لمن يحتاجها، ومنهم الطلاب بشكل خاص، اذا كل ما عليك أن تفكر جيدا في كيفية استغلال مهاراتك وخبرتك السابقة أحسن استغلال.
ان تقديم الدروس أو الدورات تعليمية هي المثال الأشهر اعتمادا لأصحاب الخبرات باستخدام موارد قليلة جدا وعوائد تفوق تكلفة تلك الموارد بأضعاف، يمكنك العمل كمدرب رياضي في أحد الصالات الرياضية، أو فتح مكتب استشارات قانونية على سبيل المثال، وعلى كل حال يجب أن تعرف أن السلعة الأساسية التي تقدمها في مشروعك الجديد تعتمد حرفيا عليك وعلى مهاراتك المكتسبة لتقديمها في أفضل صورة.
هناك عدة سلبيات لبدء مشروعك برأس مال صغيريجب أن تكون على علم بها وتضعها في عين الاعتبار، والتي بامكانها أن تهدد مشروعك بالفشل بعد فترة وجيزة جدا من بدايته، وقد يحدث ذلك مثلا بسبب كثرة المسؤوليات الملقاة عليك اذا كنت تدير المشروع بمفردك، فمهما كانت قدرتك على انجاز العمل المطلوب منك ليس أمامك سوى ساعات اليوم القليلة لاتمام عملك في نهايته.
أو كان الطلب على خدماتك قليل جدا، فربما تعود عليك خسارة كبيرة بحيث تعجز عن تحملها وحدك دون شريك على سبيل المثال، وقد ينتهي بك الأمر الى التفكير في بيع مشروعك، ولكن لن يصبح أمامك أي خيار سوى بيعه بسعر زهيد جدا.
ولتجنب تلك المشكلات مستقبلا، عليك بوضع الخطط البديلة لكل خطوة تقبل على اتخاذها فيصبح بامكانها انقاذ مشروعك في الوقت المناسب من الهبوط، ننصحك كذلك باتخاذ شركاء لك على الأقل في بداية مشروعك اذا كنت غير واثق من قدرتك على ادارة كل ما يخص المشروع وحدك، احصل على مساعدين لك من نفس المجال واختلط بذوي الخبرة لارشادك وتوجيهك في الطريق الصحيح.
لا تجعل تلك الجوانب السلبية تقلل من أوج حماستك، فمن الطبيعي لأي مشروع ناشيء أن يواجهه الركود في بعض الأحيان، فقط تذكر أن تستخدم كل ماهو متاح أمام ناظريك لتقديم كل ما في وسعك تقديمه، فاذا كانت لديك نية حقيقية لبدء مشروع جديد، ننصحك بقوة بخوض تلك التجربة دون تردد